مدير المنتدى مدير المنتدى
أوسمتي : [] عدد المساهمات : 196 نقاط : 28876 السٌّمعَة : 4 تاريخ التسجيل : 30/11/2010 العمر : 27 الموقع : https://ajmalba7r.roo7.biz
| موضوع: رمضان موسم الطاعات الثلاثاء فبراير 07, 2012 4:44 pm | |
| رمضان موسم الطاعات [1] لقد فضل الله عز وجل بعض الأماكن على بعض، وبعض المخلوقات على بعض، وبعض الأزمنة على بعض، ومن تلك الأزمنة التي فضلها الله عز وجل شهر رمضان؛ فهو أفضل شهور السنة، وفيه ليلة هي خير من ألف شهر، إذاً موسم عظيم للطاعات والقربات، فيجب على كل مسلم أن يستغله في طاعة الله، وألا يكون من المحرومين. من فضائل شهر رمضان بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، أدى الأمانة، وبلغ الرسالة، ونصح للأمة؛ فكشف الله به الغمة، وجاهد في الله حق جهاده، حتى أتاه اليقين، فاللهم اجزه عنا خير ما جزيت نبياً عن أمته، ورسولاً عن دعوته ورسالته، وصل اللهم وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه، وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين. أما بعد: فحياكم الله جميعاً أيها الآباء الفضلاء! وأيها الإخوة الأحباب الكرام الأعزاء! وطبتم وطاب ممشاكم، وتبوأتم جميعاً من الجنة منزلاً، وأسأل الله العظيم الكريم جل وعلا الذي جمعنا في هذا المكان الطيب في هذا اليوم الطيب الكريم المبارك على طاعته أن يجمعنا جميعاً مع سيد النبيين في جنته ودار كرامته؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه. أحبتي في الله: رمضان موسم الطاعات، هذا هو عنوان لقائنا في هذا اليوم الكريم الميمون المبارك، في يوم الجمعة الذي وافق أول أيام هذا الشهر الكريم، الذي هو ضيف يحل علينا بأنفاسه الخاشعة الزكية، ويقبل علينا ومعه الخير كله، ولم لا وهو شهر الرحمات؟! ولم لا وهو شهر البركات؟! ولم لا وهو شهر تكفير الذنوب والسيئات؟! ولم لا وهو شهر الصيام والقرآن؟! ولم لا وهو شهر الجود والإحسان؟! ولم لا وهو شهر العتق من النيران؟! أسأل الله أن يعتقنا من النار، وأن يجعلنا من الفائزين في هذا الشهر الكريم؛ إنه على كل شيء قدير. أيها الأحبة الكرام! سوف أركز الحديث في العناصر التالية: أولاً: رمضان شهر الخير والبركة. ثانياً: رمضان شهر القرآن. ثالثاً: رمضان شهر القيام. رابعاً: رمضان شهر الإنفاق والإحسان. وأخيراً: رمضان شهر التوبة. فأعرني قلبك وسمعك أيها الحبيب! والله أسأل أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن نكون من الذين قال الله فيهم: { أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الأَلْبَابِ } [الزمر:18]. البركات والخيرات في شهر رمضان أولاً: رمضان شهر الخير والبركة، كما في الحديث الصحيح الذي رواه أحمد و البيهقي و النسائي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا أقبل شهر رمضان يقول: ( أتاكم شهر رمضان؛ شهر مبارك، فرض الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، وفيه ليلة هي خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم ). وفي صحيح البخاري و مسلم من حديث أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة )، وفي رواية مسلم : ( إذا جاء رمضان فتحت أبواب الرحمة )، وفي رواية الترمذي : ( إذا كان أول ليلة من رمضان غلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وينادي منادٍ يا باغي الخير أقبل! ويا باغي الشر أقصر! ولله في كل ليلة من رمضان عتقاء من النار، وذلك حتى ينقضي رمضان ) اللهم اجعلنا من عتقائك من النار في هذا الشهر الكريم يا عزيز يا غفار! وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم قال: ( قال الله تعالى: كل عمل ابن آدم له إلا الصوم؛ فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جنة -أي: وقاية- فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم، والذي نفس محمد بيده! لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، وللصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه ) اللهم متعنا بالنظر إلى وجهك الكريم! وفرحنا يوم لقائك يا أرحم الراحمين! فالصائم يفرح بأن يسر الله له الصيام فصام، ويفرح بأن أعانه الله على الصيام فصام، وإذا لقي ربه جل وعلا فيفرح الفرحة الكبرى التي لا شقاء ولا حزن بعدها أبداً، فيتمتع بالنظر إلى وجه ربه الكريم، ومن يسر الله له ذلك فقد سعد سعادة لا يشقى بعدها أبداً، نسأل الله أن ينضر وجوهنا بالنظر إلى وجهه الكريم؛ إنه على كل شيء قدير. وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم قال: ( من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) إيماناً بالله جل وعلا واحتساباً للفضل والأجر من عند الله عز وجل، فأبشر أيها الموحد! أبشر أيها الصائم لله في رمضان! ومما زادني فخراً وتيهاً وكدت بأخمصي أطأ الثريا دخولي تحت قولك يا عبادي وأن أرسلت أحمد لي نبياً فيا من جاذبتك أشواك المعاصي قبل رمضان! ويا من زلت قدمك في بحر الذنوب قبل رمضان! ها هو شهر الطهر قد جاء، وها هو شهر الرحمة قد أهل عليك، وها هو شهر المغفرة قد أقبل عليك، فهيا ضع جبينك وأنفك في التراب ذلاً لمولاك، واطرح قلبك بانكسار بين يدي العزيز الغفار، وقل له: يا رب! يا رب! يا رب ضيعت فيما مضى، واعترف له بذنبك وقل: أنا العبد الذي كسب الذنوبا وصدته الأماني أن يتوبا أنا العبد الذي أضحى حزيناً على زلاته فزعاً كئيبا أنا العبد المسيء عصيت سراً فما لي الآن لا أبدي النحيبا أنا العبد المفرط ضاع عمري فلم أرع الشبيبة والمشيبا أنا العبد السقيم من الخطايا وقد أقبلت ألتمس الطبيبا ويا خجلاه من قبح اكتسابي إذا ما أبدت الصحف العيوبا ويا حزناه من حشري ونشري بيوم يجعل الولدان شيبا ويا خوفاه من نار تلظى إذا زفرت وأفزعت القلوبا ألا فاقلع وتب واجهد فإنا رأينا كل مجتهد مصيبا وكن للصالحين أخاً وخلاً وكن في هذه الدنيا غريبا أنا العبد الفقير ظلمت نفسي وقد وافيت بابكم منيبا أنا المقطوع فارحمني وصلني ويسر منك لي فرجاً قريبا أنا المضطر أرجو منك عفواً ومن يرجو رضاك فلن يخيبا قال صلى الله عليه وسلم: ( من صام رمضان إيماناً -بالله- واحتساباً -للأجر من الله جل وعلا- غُفر له ما تقدم من ذنبه ) الله أكبر! يا له من فضل! ووالله لا يُرحم منه إلا الهالك الخاسر، ففي الحديث الذي رواه أصحاب السنن أنه صلى الله عليه وسلم قال: ( رغم أنف عبد أدرك رمضان ثم انسلخ رمضان ولم يغفر له ) فمن الآن اصدق الله عز وجل، وعاهده على ألا ينسلخ رمضان من بين يديك إلا وقد غفر الله عز وجل لك، وألا يخرج إلا وأنت حريص مقيم على طاعة الله، وعلى كل عمل يرضي الله جل وعلا في رمضان، وإياك! أن تنشط للعبادة في النصف الأول فإذا أقبل عليك النصف الثاني من رمضان تكاسلت وانشغلت بالمباريات والمسلسلات والأفلام! فأحذر نفسي وإياك أخي الحبيب! وأحذر نفسي وإياك يا أختاه! ألا نضيع العمر أمام المسلسلات، والأفلام، فقد ضيعنا الأيام قبل ذلك، فوالله! ثم والله! لا نضمن أن نصوم رمضان القادم؛ فانظر إلى آبائك وأحبابك وإخوانك الذين كانوا معك في رمضان الماضي أين هم؟! لقد تركوا الأهل تركوا الأحباب تركوا الدنيا، وهم الآن بين يدي الله، ويتمنى الكثير منهم أن يرجع يوماً إلى الدنيا ليصوم لله، أو ليصلي ركعة لله، أو ليفتح كتاب الله، أو ليتصدق على فقير، أو ليزور مسكيناً، أو ليصل رحمه، قال تعالى: { وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ * حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ } [المؤمنون:97-100] . نام هارون الرشيد على فراش الموت فبكى، وقال لمن حوله من أصدقائه وأقربائه ووزرائه: أريد أن أرى قبري الذي سأدفن فيه، فحملوا هارون إلى القبر فنظر إليه وبكى، ورفع رأسه إلى السماء وقال: { مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ } [الحاقة:28-29] ، ثم رفع رأسه إلى السماء ثانية وقال: يا من لا يزول ملكه! ارحم من قد زال ملكه. أيها الأحباب. فضل قراءة القرآن في شهر رمضان ثانياً: رمضان شهر القرآن. قال تعالى: { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ } [البقرة:185]. أيها الأحبة! كان سلفنا الصالح رضي الله عنهم إذا دخل عليهم رمضان فرغوا جل وقتهم لقراءة القرآن، حتى قال الزهري : (إذا دخل رمضان فإنما هو لقراءة القرآن، ولإطعام الطعام). وكان إمام دار الهجرة مالك بن أنس إذا دخل شهر رمضان فرغ جل وقته لقراءة القرآن، وترك قراءة الحديث النبوي الشريف. فاقرأ القرآن، ولا يخرج عنك الشهر إلا وقد قرأت القرآن على أقل تقدير مرة؛ فإن السلف رضوان الله عليهم منهم من كان يختم القرآن في رمضان في كل ثلاث ليال مرة، فلا تضيع رمضان إلا وقد قرأت كتاب الله كله مرة على أقل تقدير، فإن قرأت القرآن أكثر من ذلك فأنت على خير، واسمع ماذا قال لك حبيبك المصطفى -والحديث رواه الترمذي وصححه الألباني من حديث ابن مسعود - قال عليه الصلاة والسلام: ( من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: (الم) حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف ). وفي صحيح مسلم من حديث أبي أمامة أنه صلى الله عليه وسلم قال: ( اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه ). وفي الصحيحين من حديث عائشة أنه صلى الله عليه وسلم قال: ( الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة -أي: مع الملائكة- والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران ) فللقارئ أجر على قراءته، وأجر على مشقته وصبره على هذه المشقة. وفي الصحيحين من حديث ابن عمر أنه صلى الله عليه وسلم قال: ( لا حسد -والحسد هنا بمعنى: الغبطة- إلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالاً فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار ). فيا أيها الحبيب الكريم! اجعل لنفسك في رمضان وقتاً لقراءة القرآن، وضع لنفسك -من اليوم- برنامجاً عملياً للطاعة، واعلم أن أعلى هذه الطاعات في رمضان أن تفرغ جل وقتك لقراءة القرآن. ووالله لقد هجرت الأمة القرآن في هذه الأيام هجراً مروعاً، والهجر أنواع كما قال ابن القيم طيب الله ثراه: هجر التلاوة، وهجر السماع، وهجر التدبر، وهجر العمل بأحكامه، وهجر التداوي به. ويوم أن هجرت الأمة القرآن أذلها الله لمن كتب الله عليهم الذل والذلة، ولا عزة ولا كرامة لهذه الأمة إلا إذا عادت من جديد إلى أصل عزها وشرفها وهو كتاب ربها جل وعلا؛ كما قال تعالى: { فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا } [طه:123-124] وها نحن نرى الأمة تعيش عيشة الضنك والشقاء في كل مجال من مجالات الحياة، وما ذاك إلا يوم أن أعرضت عن كتاب الله، أسأل الله جل في علاه أن يرد الأمة إلى القرآن رداً جميلاً؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه. فضل الصلاة والقيام في شهر رمضان ثالثاً: رمضان شهر القيام، فلا تنشغل بالفوازير والمسلسلات والأفلام، ولكن انشغل بطاعة الرحيم الرحمن، ففي هذا الوقت من الليل يصلي المسلمون صلاة القيام، وصلاة التراويح، ومن السنة ألا تنصرف من صلاة التراويح حتى ينصرف الإمام من الصلاة، فلا تصل ركعتين وتنصرف لتتابع مسلسلاً أو فلماً من الأفلام، بل صبر نفسك على طاعة الله، فلقد مضى عمرك وقضيت الساعات الطوال أمام التلفاز قبل ذلك، فلا تضيع دقيقة في هذا الشهر، وكن في كل لحظة في طاعة لله، حتى وأنت في عملك انشغل بالأذكار، وانشغل بكلمة التوحيد، وانشغل بالصلاة على محرر العبيد، ولا تضيع دقيقة، وليكن لسانك رطباً في كل دقيقة بذكر الله عز وجل، ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) فانظر إلى فضل صلاة التراويح: (من قام) أي: من صلى صلاة القيام، أو صلاة التراويح. وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم قال: ( من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) وليلة القدر هي في العشر الأواخر في الأيام الوترية، فاحرص على أن تقيم العشر كلها لله، ليرزقك الله ليلة القدر، فإن رزقت بهذه الليلة سعدت في دنياك وأخراك، { ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاء } [الحديد:21] ( من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ). ولا ينبغي أن أنسى أن أذكر إخواني بالمحافظة على بقية الصلوات في نهار رمضان في جماعة، فلا تتخلف في رمضان عن صلاة في بيت الله إلا لعذر شرعي، واحرص على الجماعة، قال تعالى: { حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ } [البقرة:238]، وقال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمُ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [الحج:77]، وقال تعالى: { قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى } [الأعلى:14-15]. وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم قال: ( ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع الدرجات؟ قالوا: بلى يا رسول الله! قال: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطى إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط فذلكم الرباط! ). وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم قال: ( أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمس مرات أيبقى من درنه شيء؟ -أي: هل يبقى على جسده شيء من القذر؟- قالوا: لا، يا رسول الله! قال: فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا ). وفي معجم الطبراني الصغير والأوسط بسند حسنه الألباني في (صحيح الترغيب والترهيب) من حديث ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه آله وسلم قال: ( تحترقون تحترقون -أي: بالذنوب والمعاصي- فإذا صليتم الصبح غسلتها، ثم تحترقون تحترقون فإذا صليتم الظهر غسلتها، ثم تحترقون تحترقون فإذا صليتم العصر غسلتها، ثم تحترقون تحترقون، فإذا صليتم المغرب غسلتها، ثم تحترقون تحترقون، فإذا صليتم العشاء غسلتها، ثم تنامون فلا يكتب عليكم شيء حتى تستيقظوا ) فإذا فعلت ذلك تنام طاهراً مبرأً. إنه فضل الصلاة!! وأحذر نفسي وأحبابي من تضييع صلاة الفجر والعصر؛ لأن كثيراً من أحبابنا يقضون الليلة أمام السهرات الرمضانية التلفزيونية، ويضيعون صلاة العصر؛ لأنهم يعودون بعد العمل فينامون، فتضيع صلاة العصر طيلة أيام الشهر، فأحذر نفسي وأحبابي من هذا التفريط؛ أما صلاة الفجر فمن ضيعها بصفة مستمرة فيخشى عليه النفاق، كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم قال ( إن أثقل الصلاة على المنافقين صلاة الفجر وصلاة العشاء ). وفي صحيح البخاري من حديث بريدة أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: ( من ضيع صلاة العصر فقد حبط عمله ) وهذا حديث في أعلى درجات الصحة. أي: من ضيعها من غير عذر شرعي؛ فإن كنت متعباً وضبطت ساعة الوقت على أن تقوم لصلاة العصر فحبس الله روحك ونفسك فلم تستيقظ فلا حرج عليك إن شاء الله؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا تفريط في النوم ) لكن أرجو ألا تكون معتاداً لذلك، وعليك أن تحرص، والله جل وعلا يقول: { فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ } [التغابن:16] فاحرص على صلاة الفجر والعصر والعشاء في جماعة في بيت الله جل وعلا، فضلاً عن بقية الصلوات، أسأل الله أن يعيننا وإياكم على الصلاة في جماعة في رمضان وفي غيره، وعلى قيام ليله، إنه على كل شيء قدير. فضل الإنفاق والجود والإحسان في شهر رمضان رابعاً: رمضان شهر الإنفاق والإحسان، فقد روى البخاري من حديث ابن عباس أنه صلى الله عليه وسلم كان أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان. أخي الحبيب! أخرج زكاة مالك في رمضان لتنال الأجر المضاعف من الرحمن، وأكثر من الصدقة في رمضان، وتعرف على بيوت الفقراء والمساكين في رمضان، وعليك أن تجعل ضمن برنامج الطاعة في رمضان نصف ساعة لتذهب إلى بيوت الفقراء والمساكين في الليل البهيم؛ لتدخل إلى قلوبهم البسمة والسعادة والسرور؛ ليملأ الله قلبك سعادة في الدنيا والآخرة، فأنفق ولا تخش من ذي العرش إقلالاً، فوالله لن يقلَّ مالك من الصدقة. روى أحمد بسند صحيح من حديث أبي كبشة الأنماري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( ثلاث أقسم عليهن -الرسول يقسم وهو الصادق الذي لا يحتاج إلى قسم-: ما نقص مال عبد من صدقة، وما ظُلم عبد مظلمة فصبر عليها إلا زاده الله عزاً، ولا فتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر ) فأنفق أيها الحبيب! يا من منَّ الله عليك بالمال، أطعم الطعام في رمضان، وليس بالضرورة أن يكون إطعام الطعام للفقراء فحسب في بيوت الله، وإنما قدم الطعام ليأكل منه الغني والفقير والمسافر والمقيم، فأطعم الطعام فإن الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وهذا شطر من حديث معاذ الصحيح الذي فيه: ( ألا أدلك على أبواب الخير: الصوم جنة -أي: وقاية- والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار ) فأكثر من الصدقة والإنفاق، فقد جاء في الصحيحين مرفوعاً: ( وما من يوم إلا وينادي ملكان من السماء؛ فيقول الأول: اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الثاني: اللهم أعط ممسكاً تلفاً ) والله عز وجل يقول: { الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } [البقرة:268] وفي صحيح مسلم أنه صلى الله عليه وسلم سأل أصحابه فقال: ( أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله؟ -أي: من منكم يحب مال الورثة بدرجة تفوق حبه لماله الخاص؟- قالوا: ما منا أحد إلا وماله أحب إليه من مال وارثه، فقال صلى الله عليه وسلم: فإن ماله ما قدم، ومال وارثه ما أخر ) فهيا نافس أهل الخير على قدر جهدك وطاقتك، { فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ } [التغابن:16] فابحث عن الفقراء والمساكين وأطعمهم؛ فإن هناك من بيوت المسلمين من لا يذوق طعم اللحم في العام إلا مرة أو مرات قليلة، في الوقت الذي يرمى فيه اللحم في كثير من بيوت المسلمين بعد موائد الطعام، ولا أنسى أن أذكر مرة أخرى برجل طيب في مدينة المنصورة الطيبة، وقد ذكرت قصته في شريط (الإسلام وسعادة البشرية) ذلكم الرجل الأستاذ الدكتور الذي أصيب بمرض في قلبه، وانطلق هنا وهنالك عند الأطباء ليبحث عن دواء وعلاج، وأخيراً قرر السفر إلى لندن في بريطانيا، وأجريت له الفحوصات، وبذل له الأطباء العلاج، وقرروا له جراحة عاجلة، فقرر هذا الرجل الطيب المسلم أن يعود مرة أخرى إلى المنصورة ليلتقي بأهله وأحبابه، وكان يقول: ظننت أن هذه الجراحة سينتهي بها الأجل، فأحببت أن أرى الأهل والأحباب قبل أن ألقى الله عز وجل، فعاد إلى المنصورة، وقبل السفر إلى لندن بأيام كان يجلس مع صديق له في مكتبه الخاص إلى جوار رجل يبيع اللحم، وفجأة لفت نظره وشد انتباهه مشهد مؤلم يحطم القلب، رأى امرأة كبيرة في السن تلتقط العظم واللحم النيئ الذي يلقى على الأرض من جوار هذا الرجل الذي يبيع اللحم، فنظر إليها، وتأثر بها! ونادى عليها وقال: ما تصنعين يا أماه؟! قالت: والله يا بني إن أولادي ما ذاقوا طعم اللحم منذ ستة أشهر، فأردت أن أجمع لهم بعض العظام مع بعض اللحم النيئ، فتأثر الرجل، ورقت عينه، وخشع قلبه، وانطلق إلى هذا الجزار وقال: هذه المرأة إن أتتك في أي وقت فأعطها ما تشاء من اللحم، وأخرج له على الفور مالاً يعادل قيمة اللحم الذي ستأخذه في سنة كاملة، فبكت المرأة وتأثرت، وعادت إلى البيت في غاية السعادة والسرور بقطع اللحم الذي ستسعد بها أولادها وأبناءها، وعاد الرجل إلى بيته سعيداً فرحاً، وهو صاحب القلب المريض الذي لا يقوى على الحركة، ولكنه حس بالنشاط والحيوية، وحس بالسعادة والانشراح، ولما دخل البيت قابلته ابنته فقالت: يا أبت! ما شاء الله؛ أراك نشيطاً سعيداً، فقص عليها ما قد كان، فبكت البنت وقالت: أسأل الله أن يسعدك بشفاء مرضك كما أسعدت هذه الفقيرة وأبناءها، واستجاب الملك دعاء الفقيرة ودعاء الفتاة، والتفت الجميع إلى خفته وحيويته ونشاطه فتعجبوا، وقال: أشعر -ولله الحمد- بأن الله قد عافاني، ولا أشعر بأي عرض من الأعراض التي كنت أشعر بها قبل ذلك، فصمم الجميع على سفره إلى لندن، وهنالك لما نام بين يدي طبيبه ليجري له الفحوصات مرة أخرى فزع الطبيب واندهش، وقال له: عند أي الأطباء في مصر قد تعالجت؟! فقال: تاجرت مع الله فشفاني الله عز وجل! فالصدقة -يا إخوة- تطفئ الخطيئة، وتطفئ غضب الرب جل وعلا، فلا تحتقر أمر الصدقة، والله الذي لا إله غيره! إن الله سيدفع بالصدقة عنك من الأذى والمصائب والبلاء ما لو عرفته لأنفقت لله في الليل والنهار، فضع ضمن برنامج رمضان الصدقة، فتصدق، وأخرج زكاة مالك؛ لأن الله عز وجل يقول: { لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ } [آل عمران:92] والمال ظل زائل، وعارية مسترجعة، كما قال الشاعر: النفس تبكي على الدنيا وقد علمت أن السلامة فيها ترك ما فيها لا دار للمرء بعد الموت يسكنها إلا التي كان قبل الموت يبينها فإن بناها بخير طاب مسكنه وإن بناها بشر خاب بانيها أموالنا لذوي الميراث نجمعها ودورنا لخراب الدهر نبنيها كم من مدائن في الآفاق قد بنيت أمست خراباً وأفنى الموت أهليها أين الملوك التي كانت مسلطنة حتى سقاها بكأس الموت ساقيها لا تركنن إلى الدنيا وما فيها فالموت لا شك يفنينا ويفنيها واعمل لدارٍ غداً رضوان خازنها والجار أحمد والرحمن بانيها قصورها ذهب والمسك طينتها والزعفران حشيش نابت فيها أنهارها لبن مصفى من عسل والخمر يجري رحيقاً في مجاريها والطير تجري على الأغصان عاكفة تسبح الله جهراً في مغانيها من يشتري الدار في الفردوس يعمرها بركعة في ظلام الليل يحييها قال جل وعلا: { وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا * الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا } [الكهف:45-46]. وقال الشاعر: النفس تجزع أن تكون فقيرة والفقر خير من غنى يطغيها وغنى النفوس هو الكفاف فإن أبت فجميع ما في الأرض لا يكفيها وقال آخر: هي القناعة فالزمها تكن ملكاً لو لم تكن لك إلا راحة البدن وانظر لمن ملك الدنيا بأجمعها هل راح منها بغير الطيب والكفن فأنفق أيها الحبيب! وتصدق على الفقراء والمساكين؛ فإن رمضان شهر الإنفاق والجود والإحسان، وأكتفي بهذا القدر، وأسأل الله أن يتقبل منا صالح الأعمال، وأواصل ما تبقى من عناصر هذا اللقاء بعد جلسة الاستراحة في عجالة إن شاء الله تعالى، وأقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم. فضل التوبة في شهر رمضان الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه، وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين. أما بعد. فيا أيها الأخ الكريم! وأخيراً: رمضان شهر التوبة، فلا تضيع هذا الموسم، ولا تفرط في هذه الفرصة، ويا من أسرفت! تب إلى الله، ويا من ضيعت وفرطت عد إلى الله، ولا تقل: لقد وقعت في كبائر الذنوب، فإن الله عز وجل أطيب وأكبر وأعظم وأجل، فعد إليه، وعاود الطرق على باب التوبة، فإن الله جل وعلا عند ظن عبده به، ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم قال: ( قال الله تعالى في الحديث القدسي: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأٍ ذكرته في ملأٍٍ خير منهم، وإن تقرب مني شبراً تقربت منه ذراعاً، وإن تقرب إلي ذراعاً تقرب منه باعاً، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة ) فانظر إلى فضل الله! وانظر إلى جوده وكرمه. وفي الصحيحين أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: ( ينزل رب العزة كل ليلة إلى السماء الدنيا ) نزولاً يليق بكماله وجلاله؛ فكل ما دار ببالك فالله بخلاف ذلك، كما قال سبحانه عن نفسه: { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ } [الشورى:11] ( ينزل رب العزة كل ليلة إلى السماء الدنيا ويقول: أنا الملك، من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟ فلا يزال كذلك حتى يضيء الفجر ) لا يزال ربك ينادي عليك وأنت نائم، وأنت في غفلة -إلا من رحم الله جل وعلا- فاستيقظ في الوقت الذي ينادي عليك فيه رب العزة وملك الملوك، فإن قال: من ذا الذي يدعوني فأستجيب له؟ فقل: عبدك الذليل الضعيف الماثل بين يديك يقر لك بذنبه، ويعترف لك بجرمه، ويطرح قلبه بذل وانكسار بين يديك يا عزيز يا غفار! قم في هذا الوقت؛ فإن الله لا يزال كذلك حتى يضيء الفجر، فلا تقنط ولا تيأس أبداً، لأن الله يعلم ضعفك وفقرك، ويعلم نقصك، والله عز وجل هو الذي خلقك، وهو الذي يعلم فيك كل هذه الصفات من النقائص، فإن رأى الله عز وجل الندم والأوبة والتوبة منك فرح بك، وهو الغني عنك الذي لا تنفعه الطاعة ولا تضره المعصية، ففي صحيح مسلم من حديث أبي موسى الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها ) إذا طلعت الشمس وعاد الكافر إلى الله فحينئذٍ لن يقبل الله منه الإيمان، وإن عاد العاصي إلى الله فلن يقبل الله منه التوبة، فبادر بالتوبة قبل أن تغرغر، وقبل أن تطلع الشمس من مغربها؛ فإن الباب مفتوح على مصراعيه في الليل والنهار، قال تعالى: { وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [النور:31]، وقال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [التحريم:8]. فيا نادماً على الذنوب أين أثر ندمك؟ وأين بكاؤك على زلة قدمك؟! واحسرتاه إذا جاءك الموت وما أنبت واحسرتاه إذا دعيت في أول رمضان إلى التوبة وما استجبت. أخي: إن لم تتب اليوم فمتى؟! وإن لم ترجع اليوم إلى الله فمتى؟ إن أقرب غائب ننتظره يا إخوتاه هو الموت، فبادر الآن قبل فوات الأوان، وكن على يقين أن ربك الرحمن لن يغلق باب التوبة في وجهك أبداً ما دمت مقراً له بالذنوب والتقصير والعصيان، فأقلع عن الذنوب، ولير الله منك الندم، وداوم على الاستغفار والعمل الصالح، وتحلل من عباد الله، وتحلل من كل ذنب ارتكبته في حق أخ من إخوانك أو أخت من الأخوات، وهذه هي شروط التوبة النصوح. أخي الحبيب: بادر الآن قبل فوات الأوان، واعلم بأن الله عز وجل ينادي عليك بهذا النداء العذب الندي فيقول سبحانه: { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } [الزمر:53]. اللهم اغفر لنا ذنوبنا اللهم اغفر لنا ذنوبنا اللهم اغفر لنا ذنوبنا، لا إله لنا سواك فندعوه، لا إله لنا سواك فندعوه، ولا رب لنا غيرك فنرجوه، ولا رب لنا غيرك فنرجوه، يا منقذ الغرقى! يا منقذ الغرقى! يا منجي الهلكى! يا سامع كل نجوى! يا عظيم الإحسان! يا عظيم الإحسان! يا عظيم الإحسان! يا دائم المعروف! يا دائم المعروف! يا دائم المعروف! نعترف لك بذنوبنا، ونقر لك بجرمنا. اللهم إنا وقفنا على بابك سائلين، اللهم إنا وقفنا على بابك سائلين، ولمعروفك راجين، ولعظيم فضلك طالبين، فلا تردنا خائبين، ولا من رحمتك يائسين، ولا من عفوك خائبين، اللهم اغفر لنا أجمعين، اللهم اغفر لنا أجمعين، اللهم أغفر لنا أجمعين! إلهنا! إلهنا! إلهنا! إنا وقفنا على بابك فلا تحرمنا من فضلك وعظيم ثوابك، اللهم اغفر لنا الذنوب، واستر علينا العيوب، وفرج لنا الكروب، واكشف عنا الهموم، وادفع عنا النقم، وادفع عنا النقم، وادفع عنا النقم، واكس المسلمين العراة، واحمل المسلمين الحفاة، اللهم أعنا على صيام رمضان، اللهم أعنا على قيام رمضان، اللهم أعنا على البذل والجود والإنفاق في رمضان، اللهم اجعلنا من عتقائك من النار، اللهم اجعلنا من عتقائك من النار، اللهم اجعلنا من عتقائك من النار، برحمتك يا عزيز يا غفار! اللهم أقر أعيننا بنصر الإسلام وعز الموحدين، اللهم اجعل مصرنا واحة للأمن والأمان، اللهم ارفع عن مصر الغلاء والوباء والبلاء! اللهم لا تحرم مصر من التوحيد والموحدين، اللهم فك سجن المسجونين وأسرى المأسورين واربط على قلوبهم يا أرحم الراحمين! اللهم إن أردت بالناس فتنة فاقبضنا إليك غير خزايا ولا مفتونين، ولا مفرطين ولا مضيعين، ولا مغيرين ولا مبدلين. اللهم اهد أولادنا، اللهم اهد أولادنا، اللهم وأصلح شبابنا، اللهم أصلح شبابنا، اللهم استر نساءنا، اللهم احفظ بناتنا، اللهم احفظ بناتنا، اللهم بارك لنا في أولادنا، اللهم اجعلهم قرة عين لنا في الدنيا والآخرة يا أرحم الراحمين! اللهم استرنا ولا تفضحنا، وأكرمنا ولا تهنا، وكن لنا ولا تكن علينا، اللهم اقبلنا وتقبل منا، وتب علينا وارحمنا، اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم اقبلنا وتقبل وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم! اللهم اقبلنا وتقبل منا، وتب علينا؛ إنك أنت التواب الرحيم! هذا وما كان من توفيق فمن الله، وما كان من خطأ أو سهو أو زلل أو نسيان فمني ومن المحمد؛ والله ورسوله منه براء، وأعوذ بالله أن أكون جسراً تعبرون عليه إلى الجنة ويلقى به في جهنم! وأعوذ بالله أن أذكركم به وأنساه!
| |
|