فريد
أوسمتي :
عدد المساهمات : 83 نقاط : 26062 السٌّمعَة : 50 تاريخ التسجيل : 17/12/2011 العمر : 29
| موضوع: هل الأقارب.. عقارب؟ الجمعة فبراير 03, 2012 9:08 am | |
| هل الأقارب.. عقارب؟
لعلي أريد في مقالي هذا أن أخفف من وطأة الإحساس بأن جرح الحبيب والقريب أعمق وأدمى من جرح البعيد والغريب..
لماذا؟
لأن الحبيب والقريب هو الملجأ والمفروض أنه حائط الصد ضد غدر الزمان وضيق النفس بالمكان.
والحبيب القريب هو الصدر الحنون الذي من المفروض انك تجد نفسك عليه تتدلل وتمارس أعلى انفعالات الرضا النفسي والتوازن المزاجي.
والحبيب والقريب هو من يصون السر ويدعم النصيحة ويقدم الرأي والمشورة عند الحاجة.
والحبيب والقريب هو من يمد يد العون لك دوما في السراء والضراء.
إنني فقط أريد البحث والتعمق بل لنقل الارتباط بين التشبيه الذي تناولته في عنوان المقال.
فهل فعلا الأقارب.. عقارب؟
أم هذا التقارب اللفظي بين الكلمتين جاء محض صدفة أو هو نتاج الملايين من المواقف والخبرات الحياتية التي عاشتها أمم سابقة أو شعوب تركت لنا موروثها الثقافي من الأمثال الشعبية والحكم والخلاصات التجريبية التي تدل على مصداقية النتيجة التجريبية من الحياة.
ومن هنا أريد فقط أن أنوه إلى موافقتي المبدأية على أن بعض، وأكرر، بعض الأقارب اشد سما من العقارب. وأيضا بعض وأكرر بعض الأقارب أكثر ملائكية من المثالية من القيم والعطاء والمعونة.
وعلى النقيض الأباعد منهم من هم أقرب من الأخوة الأشقاء.. أو لم نرث مقولة (رب أخ لك لم تلده أمك).. وورثنا (الصديق وقت الضيق) وتعارفنا على (الجار قبل الدار).
نعم أيها القارئ الكريم.. إن الطامة الكبرى أن يكون المعين والمعاون والسند هو العقرب القاتل الفتاك.. وأن يكون من تأمل فيهم الخير هم أنفسهم أكبر مصدر للشر.. قمة المأساة أن يكون قريبك عليك وليس معك.. وقمة الهزل أن تتحسس الصداقة والمعاونة والدعم من أناس ولا ألف جد يقرب أي قرابة بينك وبينهم.
نعم إنني أعرف من محيط علاقاتي الشخصية ومواقف حياتي وخبراتي الميدانية ومن خلال الرسائل والتعايش المباشر وغير المباشر أعرف أن الأقارب في غالب الأمر هم الستر والغطاء وهم معك وليسوا عليك وهم العين القريرة والصدر الحنون والبلسم الناعم.. وأعرف بالتوازي واللون الأبيض المفضل لدي من الجانب السلوكي.. أعرف أصدقاء ومعارف مجرد معارف هم منتهى الإخلاص ومنتهى الدعم والمساندة.
ولست بحاجة لأوجع قلب القارئ.. فأعتقد أنك مثلي تعرف أو أحط علما يوما ما بأقرب هم للشياطين أقرب من الآدمية.. أقرب هم للسكاكين أقرب من الورد.. أقارب لا قلب لهم ولا يعرفون صلة الأرحام ولا البر ولا التقوى..
فماذا يضيرنا لو اتفقنا أن نغلق هذا الملف بكل ما فيه من سلبيات..
وماذا لو غيرنا العنوان وأصبح هل (يعقل) أن بين الأقارب عقارب..
وماذا لو اتفقنا أن نبدأ بمعالجة أنفسنا وأهلينا وكل معارفنا لنمحو لفظ العقارب لكآبة اللفظ أولا.. ولدلالة المعنى المقزز ثانيا..
وما أحوجنا أن ننقي أسماعنا وقلوبنا من هذه المسميات الكئيبة. | |
|